أرحب بكل من يطَّلع على مدونتي واتمنى ان يكون كل ما فيها مفيداً ونافعاً , وليعلم الكل انني بشر قد أخطأ فأحتاج إلى من يصوبني في أخطائي , فالإنسان بمن معه لا بما معه , فلا تحرموني تعليقاتكم وردودكم وتعقيباتكم وتعديلاتكم .... والشكر لكم

الأحد، 5 ديسمبر 2010

وداعاً ياعام 1431 هـ



آخر يوم فيك ياعام ... لا أدري أودعك بفرحة أم حزن ؟ فقد طويت في صفحاتك مشاعر مبعثرة ولحظات متنوعة ...


استقبلتك برحلة العمر إلى كينيا الرحلة التي لن أنساها وسأكررها بإذن الله في ضيافة آل حسان فبدايتك جعلتك أروع عامٍ لدي ... عرفتني على الحياة البسيطة المتواضعة والنفوس الطيبة المتفائلة والحياة على جمال الطبيعة بطبيعة الإنسان فلك مني كل امتنان على هذه البداية .


في طياتك مررت بعشرات التجارب ومئات المواقف .... فأضحكتني لحظات وأبكيتني لحظات ... أسعدتني لحظات وأحزنتني أخرى ... جعلتني مزيجاً من المشاعر وخليطاً من الأفكار ... غيَّرت فيك الكثير من الأطباع التي كانت تشوبني ولا أدري هل شوبتني ببعض الخصال التي لا أريدها فلا أستطيع أن أكون مرآة نفسي في هذا الأمر لكنني أشكرك على التغيير ...


فيك هذا العام مرت مواقف جعلتني أزيد قرباً من ربي بعد أن جفيت عن ربي في سنين ماضية لجهلٍ مني وتقصير ... أحسست بأنني ملكت العالم بهذا القرب الذي أتمنى أن يزيد أكثر وأكثر ... فيك هذا العام أصبحت قوة قلبي بربي أقوى .. فقد كان هاجس المال ومن أين آتي به والخوف على عملي من أن يضيع مني أمرٌ يشغلني كثيراً لكنك في هذا العام جعلتني في إيمانٍ أقوى بأن رزقي قد كُتب قبل أن أعيشك ياعام .. فلن أخاف .. لن أتردد .. بل سيكون نظري إلى السماء لأن السماء ستمطر مادمت أطلب خالقها لا مخلوقها .


فيك ياعام كسبت أصدقاء وإخوان جدد عزُّوا علي بمواقفهم وبوقوفهم جانبي في الكثير من الأوقات ... وفيك أيضاً نبهتني لأناسٍ كان يبتسمون لي بوجوههم وفي أيديهم خناجر ينتظرون مني أن أدير لهم ظهري وبعضهم قد أدرت لهم ظهري لكنني معك عرفتهم فمنهم من ابتعدت عنه بصمت ومنهم من واجهته ومنهم من أريد أن أقاطعه بتاتاً لكن قلبي لا يطاوعني إلى الآن فلا أدري ماذا سيحصل لي مع أخوك العام الجديد وكل شيءٍ مقدور .


فيك ياعام زاد تمسكي بإخواني وأهلي جميعاً .. بعد أن كانت الدنيا في شدٍ وجذب معهم لا لشيءٍ في النفس بل لمشاغل الدنيا ومازلت في انقطاعٍ مع بعضهم ولكن سيكتمل بنيان اللقاء معهم في عامي الجديد بإذن الله تعالى .


فيك ياعام تغيرت نظرتي لأمور كثيرة ... قد أختلف مع بعضي فيها لكن كلٌ له طبعه وأنا أراها الآن صحيحة لكن لا علم لي ماذا سيتغير منها مع إخوانك القادمين ياعام ... لقد كانت لي أولويات قبلك ياعام هي الآن متغيرة معك لكنني أبصرت أنها أولوياتي صارت للأحسن وإن الأحسن بإذن الله .


فيك ياعام مازالت هناك بعض الأمور التي لم أستطع تغييرها في نفسي هي سيئة حسبما أراها بل عند أكثر من يراها لكن لا يعلمها إلا ربي ... كم حاولت في طيات أيامك أن أغيرها لكنني لم أستطع تغييرها لكن لن أقول ( لن أستطيع ) بل مع الأيام سأغيرها رغماً عنها وعن نفسي وسيثبت لك ذلك إخوانك  القادمين .


فيك ياعام كنت أصبح على أناس كنت أرى فيهم نور الصباح ... وأسمع منهم تغريد العصافير ... وأشم من كلماتهم عبير النسيم ... لكن شاءت الأيام أن أبعد عنهم بجسدي لكنهم قد حفروا أساميهم في قلبي فلن يغير بعدنا شيئاً لأن تواصل القلوب باقٍ متجدد في دماءنا .


فيك ياعام طرت بي إلى سماء ممباسا ... عرفتني بآل حسان ... أنارت بيت الباشوية بتول بنت عثمان ... تمت فرحة الباشوية لأحمد وأخته ... بدأ محمد وأحمد وفارس وحنين أول سنةٍ دراسية لهم ... منحتي الكثير من الحظات السعيدة التي كان بهجةً للقلب ... 
لكن بهجة قلبي قد غطاها جرحٌ في قلبي قد أصابه أحد أبناءك ....نعم إنه يوم الأحد التاسع عشر من ربيع الثاني ففي ظهيرته قد فقدت أخي الكبير الغالي على قلبي أنس رحمة الله عليه ... آآآآآآآآآآآآه ياعام لقد أحسست بأنك عام الحزن ... نسيت أفراحك كلها ... نسيت ضحكاتك كلها ...  واعذرني فما أصابني ليس بالسهل على قلبي ... لقد أصبحت كل حلاوةٍ فيك بعد فقده فيها مرارةٌ غريبة كنت أقول مع الأيام ستزول هذه المرارة لكنك في نهايتك أثرت المواجع وآلمت القلب لقد أخذته معك ... نعم غداً لن تكون معي وهو كذلك ليس معنا الآن ... لذا سأقول لك ياعام 1431 هـ ستذهب ياعام ولكن أبقيت في قلوبنا ذكرى حزينة منك لن ننساها ... سنذكرك بحزن لأننا فقدنا فيك جزءاً من جسدنا فاذهب لقد أتعبت قلوبنا ...

السبت، 27 نوفمبر 2010

لكل منَّا زاوية ينظر إليها



أمورٌ تراها عادية وتقول أنها لا تستحق أن تكون بهذا الحجم والسبب ..... أنك خارج هذه الصورة , ولكن حينما تدخل في هذه الصورة
وترى ماحولك فيها وتسمع مؤثراتها وتحس بأوضاعها تجد الوضع قد اختلف الموضوع يحتاج شرح أكثر .....
مثلاً وأنت في الشارع بالسيارة سواءاً كنت تقود أم راكباً مررت بحادث في الطريق وكان الناس متجمهرين فأخذت نظرة عن بعد ولم تذهب لتشاهد ماحصل فسيكون هذا الحادث شيئاً عادياً لديك ؛ ولكن إذا اكتشفت أن من حصل له الحادث من أقرب الأقربين لك عندها سيكون أثر الحادث في نفسك أقوى من قبل ....
بعيداً عن التصنع في الكلمات , والابتذال في العبارات إن لكل إنسانٍ في هذه الحياة اعتبارات معينة وأساسيات محتمة وأولوياتٌ مقدمة وكل شخصٍ بحسبه فقد يكون عندك من الأمور العادية جداً أن تطالب شخصاً بحقك منه أمام الملأ وفي قرارة نفسك أنك كنت تطالبه فقط ويكون هو في اعتباراته أن هذه من الأمور التي تتعدى الخط الأحمر في حياته فيمكنك أن تطالبه لوحده لا أمام الملأ .... وقد يعتبر الأمر شخصياً ويظل في شدٍ وجذبٍ مع نفسه ما بين كرهٍ وحقدٍ وبغضٍ لك بعد أن كان يكن لك كل ودٍ وتقدير وأنت لم يخطر ببالك أساساً أنك قمت بشيءٍ خطأ لأنه في اعتباراتك أنه شيء عادي ....
إننا في هذه الحياة كأننا نقف أمام دائرة الدائرة هذه هي دائرة التعاملات قد يكون أمامك الوضوح فسيكون أقرب إلى طباعك بينما يكون أقرب  إلي الأسلوب فعندما أريد التعامل معك سأتعامل معك بوضوح وتكون متعاملاً معي بأسلوب ونعيش هذه الحياة ... لكن أن لا نفهم بعضنا فقد نعيش لكن سنعيش بلا حياة .

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

هبالة حتى النخاع

كنت بعد تخرجي من الثانوية أثق بكل من أصاحب , أحب ما يحب , أكره ما يكره , أكون هو بكل ما تعنيه الكلمة من هو ........
عملت كمندوب حاولت الإستقلال بذاتي نجحت في أشياء وفشلت في أخرى , وجاء الإمتحان الأكبر حينما تكلم شخص عن الجهة التي كنت أعمل لديها فاندفعت بدون تدقيق أو تركيز فيما قال أو أي نوع من التحري ؛ ذهبت إلى مديري وتهجمت عليه بالكلام كما تهجم علي ذلك الشخص فخرجت من العمل وقد علمت في قرارة نفسي أنني لم أستقل  بذاتي إلى تلك اللحظة ....
عملت كمندوب في جهة أخرى مقاربة في النشاط للأولى ولكن كنت عبد الرحمن اسماً لا معنى , فقد وجدت شخصاً أسرني بأخلاقه .. بتعامله ... بطريقة حياته , فأصبحت صورته الثانية ؛ صحيح أنه جميل أن أكون في مثل أخلاقه وتعامله لكن ذلك لا يعني ماكنت أفعله من انبهار تام في كل مايفعل رغم أن بعض الأمور التي كان يعملها أخطاء فادحة ولكن عين الرضى عن كل عيبٍ كليلة ..... فكنت كذلك إلى أن تمَّ إغلاق المؤسسة لظروفٍ معينة .
دخلت بعدها في أعمال مختلفة ومجالات متنوعة وكل فترة أكتشف في نفسي أموراً مختلفة وأحاول أن أحسنها ....
لكنني وجدت في نفسي أمراً إلى اليوم لم أستطع له حلاً وهو أنني مهما حاولت أن أظهر أنني حذر وحاذق أجد نفسي وقعت في طيبتي إلى درجة البلاهة والغباء , لا أدري كيف فكم من أناسٍ أتعامل معهم بطيبة ولا أرى منهم إلا كل خير وفجأة أكتشف أنني الحمار الذي امتطاه الثعلب لبلوغ حيلته ....
وياليت أن الأمر يصل إلى هذا الحد فقط بل إنني بعد أن أكتشف هذا الشخص على صورته الحقيقية يعود إلي بنوع من التلميع والتصحيح وأنه لم يقصد فأعود إلى هبالتي كما يعود الطفل إلى ضرع أمه .... 
ومازلت في تعاملي متبعاً المثل إذا أعطاك شخص صفعة فأدر له الجنب الثاني لتستلم الصفعة الثانية بل إنه مابقي موضعٌ في قلبي إلا ونهش من أشخاص لم أتوقع منهم ذلك ومع ذلك مازلت أهبلاً ....
في فترتي الأخيرة هذه قررت أن ألغي علاقتي ببعض الذين بانت خباياهم وأن أغير ماء قلبي الصافي عليهم إلى ماء مليء بالحقد والكراهية عليهم لئلا أعود إلى هبالتي المعهودة ....
ومازلت على هذا الحال هذه الأيام لكن يدور بخاطري أنه من العيب أن أستمر بحقدي وقطع علاقتي وكأنني أصر على أن أبقى أهبلاً طول حياتي ومازلت في شدٍ وجذب حتى كتابة هذه الخاطرة فأتمنى أن أوفق للصحيح بينهما رغم أن كلاهما خطأ لكن ألف السجين ضرب السياط .

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

عن أخي أنس - رحمه الله برحمته الواسعة -





يا أنس قلبي قد رحلت عن الوجود فلا أرى
في ذي الحياة غير بؤسٍ وتجهم


ما للممات قد استعجل النداء فلم يطق
صبراً فنداءه جعل الفؤاد بتحلقمِ


آهٍ على تلك الليالي قد انطوت لكنها
أبقت على قلبي بغصةٍ وتألمِ


كم جاءني وسؤاله بلسانه
هذا أخي نعم المجار المكرم


لكن جوري قد أجاب فلم يجد
غير التعذر بالظروف فبئس المكرم


ياموت هلا أعدته لي لو لحظةً
لأكون نعم الأخ في ذي الأنجمِ


---------------------------------------------
أنسُ الفؤاد قد انطوى          مـودعـــاً كـل الملا

يـقـول في كــلــمـاته           العفو ياقوم إن خطا





عن نورة .....





بيتٍ بلا نورة بيتٍ بلا نور           
وش حاجتي في بيت لا غاب نوره


يومٍ بلا نورة ينحسب بشهور
كيف الليالي تكون مبعثرة منثورة


ياهل الشعر والشعر منثور
في كل خل وعشيق غير هالسنيورة


كيف القمر ياخذ كل دور
رغم إن كل حلاته منبثق من نوره


كيف الفجر يزدهي بغرور
لا جات دخلته وطلعته من غير نوره


عيدوا الكتابة والغلط مغفور
دام اعترفتوا بالحلا مافي مثل نورة



الاثنين، 31 مايو 2010

الحجة الافريقية


كثير منَّا رأى هذه الصورة على الطبيعة ؛ بل تكررت أمام عينيه مراراً وتكراراً . تدفع عربة الأطفال أمامها لكن لا تحمل صبياً بل تحمل العلب الفارغة والرغيف اليابس .... الصورة نفسها لكن الآراء حولها مختلفة
فمن قائل بأنها ظاهرة لا بدَّ من إنهاؤها ....
ومن قائل بأن أمثالها يشوهون جمال الحياة المدنية ...
ومن قائل بأنها من مخلفات الحج ...
وسأترك هذا المنظر وأنقلكم إلى بلجيكا حيث أنه في عام 2008 م تظاهرت جماعة من الجماعات المعارضة مطالبة بحقوق أبناء المقيمين بطريقة غير نظامية ليتمكنوا من الدراسة في المدارس الحكومية ؟؟؟!!!!! .... الخبر غريب لكن لندقق بأنهم قالوا مدارس ... لم يقولوا أكل وشرب ومعيشة بمعنى أن هذا متوفر وموجود لهم برغم غير نظاميتهم .
لن أطيل لكن أقول لمن يتكلمون من أبراجٍ عاجية ويتفاخرون بالمدنية تفهموا المدنية على أصولها لكي تتقنون الحديث عنها ... تركتم من يغرف من الذهب وليس له وتكلمتم عمَّن بيده قطعة خردل من كسب عيشه ....لوتكلمتم من باب الإنسانية لماكانت الإنسانية ما تقولون ... لو تكلمتم من باب المدنية لأرجعتكم المدنية إلى البادية لتتعلموا أصول المدنية ... ولو تكلمتم من باب الدين لوجدتم أنكم أبعد منه ما تكونون .... فكروا فيما تقولون .... فكروا فيما تكتبون ... واعلموا أن الحال لا يضمن بقاء فربَّ غني في ليلة أصبح فقيراً .

وإلى كل من يقرأ رسالتي هذه أقول : ما أحلى الحياة بأن نعيش حال كل من حولنا بحاله ... تأمل وأنت ترجع من عملك قد تفكر بالغداء .. العشاء ... أو بالنوم .... وترى نفس تلك الصورة لتلك المرأة .... والصورة تتكرر أكثر من مرة .. ألم تفكر هل هي جائعة ؟ هل بلغ منها التعب منتهاه ؟ أليس لها أولاد ؟ .... إذاً لماذا تعمل هذا العمل ؟ سنتفق على جواب واحد بأنها : مـــحــــتــــــاجـــــــة .......... فما أجمل بعد هذا التفكير أن تخرج من جيبك ولو قيمة الشاي الذي تشربه أو الشوكولاته التي تتذوقها دائماً وتعطي تلك المرأة قيمة ما تعودت على دفعه لأمورك الشخصية ... نادها وقل : يا أختي .. يا أمي ... لو سمحتي .. وانتبه من : هيه هيه فهي بشر يتأثر بالكلمات .. ومد يدك إليها بقدر ما استطعت وأعطها ...
واعلم أنك بفعلك هذا ستكفي حاجة تلك المرأة ... وستمنعها من سؤال الناس .... باختصار هذه من تستحق أن نعطيها أكثر من أي سائل آخر .. فالسائلون ( أو المتسولون حسب رأي آخرين ) لا تعرف صادقهم من كاذبهم ولي كلام عنهم في الكتابات القادمة .

أمنيات ......

في لقاءٍ مع شخصية معروفة في المجال الفني لفتني سؤال من المذيعة لذلك الرجل وهو : كيف تتمنى أن تموت ؟ وكان جوابه أكثر لفتاً من السؤال وهو أنه يتمنى أن يموت وهو على غير حالته التي هو عليه ؟؟؟!!!!!!


بعد هذا اللقاء أخذت أفكر كيف تتمنى أن تموت ؟ فقلت من مات مجاهداً في سبيل كان في أفضل الدرجات ويغفر له مع أول قطرة ويحشر مع الأنبياء ويتزوج سبعين من الحور العين ولكن ...قلت في هذه الأيام لا يُعرف الجهاد في سبيل الله من غيره لذلك غيرت الفكرة ...


قلت لو تموت وأنت ساجد وتكون صائم يالله مين بيكون مثلك والله ما في مثلها ....ونمت وأنا على هذا التفكير واكتشفت أنه صلاة الفجر فاتتني ..


فأخذت أقول مجاهد وساجد وصايم .... قول الله يصلح حالك بعدين جاوب على السؤال .. عسى الله يصلح حالي وحال كل من حاله مثلي مشغولين في دنيا ورا دنيا بعيدين عن ربنا ونبغى نكون وقت الموت قريبين من ربنا ... الله يصلح الحاااااااااال

الجمعة، 7 مايو 2010

قصة الآيس كريم وتأثيره على السيارة


بداية القصة شكوى تلقتها بشركة مشهورة لإنتاج وبيع السيارات نصها كما يلى:
" هذه هي المرة الثانية التي أكتب فيها إليكم ، وأنا لا ألومكم لعدم الرد ولكن الواقع هو أن لدينا تقليدا في أسرتنا وهو تناول الآيس كريم للتحلية بعد العشاء كل ليلة. لكن نوع الآيس كريم يختلف كل ليلة حيث يحدث تصويت بين أفراد الأسرة يومياً على نوع الآيس كريم الذي سنتناوله هذه الليلة وهنا مكمن المشكلة فقد قمت مؤخرا بشراء سيارة **** جديدة من شركتكم ومنذ ذلك الحين أصبحت رحلاتي اليومية إلى السوبر ماركت لشراء الآيس كريم تمثل مشكلة . فقد لاحظت أنني عندما أشتري آيس كريم فانيليا وأعود للسيارة لا يعمل المحرك معي ولا تدور السيارة .. أما إذا اشتريت أي نوع آيس كريم آخر تدور السيارة بصورة عادية .. جداً وصدقوني أنا جاد فيما أقول"

وعندما قرأ رئيس شركة **** هذه الرسالة أرسل أحد مهندسي الصيانة لمنزل صاحب السيارة فأراد صاحب السيارة أن يثبت للمهندس صدق روايته فأخذه لشراء الآيس كريم واشترى آيس كريم فانيليا وعندما عادا للسيارة لم يدور محركها تعجب مهندس الصيانة ! وقرر تكرار هذه التجربة ثلاث ليال وفى كل ليلة كان يختار نوع آيس كريم مختلف وبالفعل كانت السيارة تدور بصورة عادية بعد شراء أي نوع من الآيس كريم إلا نوع الفانيليا .

تعجب مهندس الصيانة من ذلك ورفض تصديق ما يراه لأنه منافي للمنطق بأي حال من الأحوال .. وبدأ في تكرار الرحلة للسوبر ماركت يومياً مع تسجيل ملاحظات دقيقة للمسافة التي يقطعها يومياً والزمن الذي يقطعه والشوارع التي يمر منها وكمية الوقود بالسيارة والسرعة التي تسير بها وكل معلومة تتعلق بالرحلة إلى السوبر ماركت, وبعد تحليل البيانات التي جمعها وجد أن شراء آيس كريم الفانيليا يستغرق وقتاً اقل من شراء أي نوع آخر من الآيس كريم وذلك لآن قسم بيع آيس كريم الفانيليا في السوبر ماركت يقع في مقدمة السوبر ماركت كما توجد كميات كبيرة منه لأن الفانيليا هي النوع الشعبي والمفضل للزبائن .. أما باقي أنواع الآيس كريم الأخرى فتقع في الجهة الخلفية من السوبر ماركت وبالتالي تستغرق وقتاً أطول في شرائها .. اقترب مهندس الصيانة من حل المشكلة وهى أن السيارة لا تدور مرة أخرى بعد وقف محركها لفترة قصيرة وهو ما يحدث عند شراء آيس كريم الفانيليا*أي أن الموضوع متعلق بالمدة التي يستريح فيها المحرك وليس بنوع الآيس كريم وتوصل المهندس للمشكلة وحلها وهى أن محرك السيارة يحتاج لوقت ليبرد لكي يستطيع أن يؤدى عمله مرة أخرى عند إعادة تشغيل السيارة وهو مالا يحدث عند شراء آيس كريم الفانيليا نظرا لقصر الوقت *لكن الوقت الإضافي الذي يستغرقه صاحب السيارة للحصول على نكهات أخرى من الآيس كريم سمحت لتبريد المحرك فترة كافية للبدء.

تصور أنك رئيس شركة وجاءتك شكوى بهذا المضمون ماذا سيكون رد فعلك؟
أو تصور أنك مهندس الصيانة الذي أرسلته الشركة لفحص مشكلة السيارة التي لا تدور أذا اشترى صاحبها آيس كريم بنكهة الفانيليا بينما تدور أذا اشتراها بأي نكهة أخرى؟

من هنا تتحدد كيفية نظرتك للأمور هل تأخذها بجدية مهما كانت مرفوضة منطقياً أم تهزأ من الأمر وتنظر له نظرة جنونية لمجرد أنه منافي للمنطق .

أحيانا قد ننظر نظرة جنونية لمشاكل حقيقية وتصبح هذه المشاكل بسيطة فقط عندما نجد الحل مع التفكير المتروي فلا تقل: 'مستحيل' دون أن تبذل جهداً صادقاً
وهنا يجب أن نقول دائماً الأمور غالباً ليست كما تبدو).
أتمنى أن تشمل القصة أمور حياتنا كلها في تعاملنا حتى مع أبنائنا .. زوجاتنا .. أخواتنا .. أصدقائنا ... فلنتعامل مع من حولنا بأن أي مشكلة يذكرها ولو كانت تافهة هي مشكلة يعاني منها فلننظر لها بمنظاره وليس بمنظارنا .. ومن زاويته وليس من زارويتنا

مضى شهر على وداعك ياغالي ...




مضى شهرٌ على وداعك ياغالي ......أطوف الأيام وأعبر الليالي .... أسرح بذاكرتي وأتذكر الكثير من المواقف معك ... أبتسم من بعضها ... وأحزن مما كدرتك فيها .. أتمنى أن تكون أمامي لأقول لك سامحني يا أنس ... ليتك أمامي الآن لآخذك بحضني ولا أتركك ... ليتك أمام ناظري أستمتع بمطالعتك ... وأشنف أذناي بصوتك وضحكاتك ... حتى لو غضبت سأستمتع بغضبك .. فأنا لن يهمني إلا أن تكون أمام ناظري ...
لم أتصور يوماً أن أقف أمام قبرك لأترحم عليك ... كل ما كان في تصوري أن تكون أمامي .. تحادثني .. تعاتبني ... أو تضربني لن يهمني إلا أن تكون أمامي .....
أخي أعلم أنني في أوقات لم أكن بجانبك كنت محتاجني فيها بجانبك ... لكنها الدنيا – لعنها الله من دنيا - ... أتذكر بعض طلباتك التي رددتها بتقصيرٍ مني ... أتذكر أموراً أغضبتك فيها ... أرجوك يا أخي سامحني .. سامحني ... سامحني
مازال الدوار برأسي ... والصداع يداهمني كلما تذكرتك ... فأنت لازلت موجود .. نعم لا زلت موجود ... أنت حي .. الحمد لك يا الله على كل حال ...

أخي ... سؤالٌ بدمع مقلتي .. ويؤجج مشاعري .. ويلهب أحاسيسي ...سؤالي : كيف حالك الآن ؟ أسأل نفسي وكأني أسمع إجابتك يتردد صداها حولي ... ياعبد الرحمن والله لو تقولي أرجع ما برجع ... تذكر لمن قلت لك الواحد يموت أحسن له ؟ إيه والله أحسن له ... يا عبد الرحمن ربي ثبتني عند السؤال ... يا عبد الرحمن قبري روضة من رياض الجنة ... ياعبد الرحمن شفت العذاب والتعب اللي كنت أعانيه في حياتي هنا لقيت العوض أنا الآن في راحة وروح وريحان من جنات ربي .. يا عبد الرحمن قل لأبوي وأمي برضاهم رضي ربي علي ... يا عبد الرحمن قل لأم رائد موعدنا في الجنة ... يا عبد الرحمن قل لعيالي إني سبقتهم على الجنة ... وقل لكل من عرفني إني بأحسن حاااااال
يارب هذه خاطرتي كتبتها لعلمي بأن أخي لم يكن ضيفاً عند صديق أو قريب ... بل لأنه جاء إليك يا كريم فلن تحرمه ذلك ولن تحرمني أن أصدق ما أفكر فيه وأتمناه لأخي – رحمه الله -

الاثنين، 26 أبريل 2010

كيف حال أبوك ؟؟!!

 


كل ما قابلت واحد من الجماعة , وسأل عنك يقول لك : كيف الوالد ؟ ..... وبصراحة قعدت افكر وأقول : ليه ما يتغير السؤال ؟ يعني بدل ما يقول لك كيف حال الوالد .... يقول : كيف حالك مع أبوك ؟ سؤال أنا عارف إنه صعب على كل واحد مننا لأنه مهما تسوي ما توفي شيء من حق أبوك ومع هذا السؤال حبيت بعض الأسئلة وكل واحد يجاوبها مع نفسه ونخليهامراجعة مع نفسنا لأنه ممكن وانت تقرأ الرسالة يجيك إتصال فيه خبر إنك ماراح تقدر تصلح اللي بينك وبين أبوك لأنه حيقولك أبوك ماااااااااااااات وقتها ما بتقول إلا ياليت وليت .... عشان كذا خلونا نبدأ نسأل بعض :

تفتخر بأبوك ؟ لا ... لا تقول إيوا ..... لو مر أبوك الآن ودخل مقر عملك أو دراستك ... إيش أول ماحتحس فيه من داخلك ؟ وبتقول لكل اللي حوالينك " العمدة وصل " والا حتشوف أصحابك ونظرتهم لأبوك ؟ هذا هو إنك تفتخر بأبوك أو لا ..... نروح للسؤال الثاني ....

متى آخر مرة شفت أبوك ؟ ممكن تقول قبل خمس دقايق لكن قصدي شفته بمعنى جلست معاه وفكيت معاه أي موضوع بس عشان تتكلم معاه زي ماتفك موضوع مع أي ......... عشان تتكلم معا.... والكل فاهميني ... هذا للي ساكن قريب من بيت أبوه اجلس واستمتع مع أبوك ولو كان طبع أبوك ما يحب مع الأيام حيحب جلستك وراح تكسب فيها بعض الدعوات .... أما اللي ساكن بعيد عن أبوه ليه ما تغير الروتين بأنك تجي عنده كل جمعة أو خميس وتفاجئه بجيتك عنده غير هذي اليومين ومن دون اتصال أو موعد وأكيد راح يسأل غريبة إيش جابك اليوم وتقوله بصراحة وحشتوني وشوف نظرته لك ذاك الوقت .... ونروح للثالث ....

كلنا يبوس يد أبوه لمن يسلم عليه ( لكن اللي ما يبوس يد أبوه ما له كلا معايا في هذا الموضوع يحلها بعدين يكمل الباقي ) جربت وبُست رجل أبوك ؟ والله لها طعم غييييييييييير وجرب حتى لو تسوي حركة مزحة مع واحد من أخوانك أو أخواتك وزي التحدي وسويها ولك الحكم ... والله إمكن بهذي يرضى ويا حظك ضمنت باب من أبواب الجنة ...

الرابع : للي أبوه متوفي وحتى للي أبوه موجود ... متى سويت عمرة عن أبوك ؟ تصدقت عن أبوك ؟ ياخي لو جيت اليوم وتعشيت عندك ومعانا كم واحد راح تدفع أقل القليل خمسين ريال عشان العشاء .... طيب ما فكرت تمر على جمعية أو مؤسسة خيرية وتدفع هذي الخمسين صدقة جارية عن أبوك ... ولو ربنا موسع عليك وتحفر بير أو تشارك في مسجد عن أبوك حتى لو أبوك حي والله .. والله ... شيء يبقى فيه بر ما ينسِّي أبداً

كلامي هذا للي محترم أبوه أما اللي يرفع صوتك أو متخاصم مع أبوه أو ..... أو ..... هذا أقوله : كل المشاكل اللي تصير لك عشانك كذا مع أبوك جرب تعدل اللي بينك وبين أبوك تلاقي كل اللي حوالينك يصلح ويزبط من دون أي متاعب تعرف ليه لأنه حيدعيلك من دون ماتدري جربووووا .. وأنا معاكم راح أجرب ...


في يوم الأحد 19/04/1431هـ الموافق 04/...

 في يوم الأحد 19/04/1431هـ الموافق 04/04/2010م وفي الساعة الواحدة وأربعون دقيقة تقريباً فُجع قلبي وقلب أهلي بحصول حادثٍ لأخي الكبير الغالي / أنس أحمد باشوية في الرياض أدى إلى وفاته


الخبر إلى الآن كالكذبة التي لا تصدق اتصلنا بالرياض وتأكد الخبر ممن حضر لالالالالالالالاإله إلا الله ... الحمد لله ...يارب .... , علم والدي بالخبر فانتفض واسترجع وثبت ثبات الجبال , أخبرت الوالدة بانه حصل له حادث بكت واستسلمت لبكائها فلم أجد بداً من إخبارها بأنه قد رحل إلى جوار ربه ليكون ألمها واحداً بدلاً من ألمين , وماهي إلا لحظات وكل من في الدار علم بالفاجعة ولا تسمع إلا البكاء والنحيب حتى الرجال لم يستطيعوا تحمل هذه اللحظات لااااااااإله إلا الله - يبدو كأننا في حلمٍ وليس حقيقة - وصل أبوبكر وانطلقنا معه أنا ومحمد وأمي وابي إلى المطار لنذهب إلى الرياض , ركبنا الطئرة ووصلنا الرياض وكأنها لحظات فكل ما في التفكير أن يكون ماقيل خطأ والخبر ليس بصادق , انطلقت مع ابن عمي عبد العزيز وأخي أبي بكر إلى الثلاجة لنرى أنس ونحن نسأل الله ألا يكون هو , وصلنا فمنعنا من رؤيته رجعنا إلى البيت ننتظر صباح اليوم الثاني لنرى الخبر معاينة وقفنا أمام الثلاجة إلى أن اكتملت أوراق التسليم بعد الظهر , سُلمت الأوراق لموظف الإستقبال وحينما أخذ الموظف بتدوين البيانات قام أحد الأطباء بأخذ الاسم والدخول للثلاجة أخذت أختلس النظر للطبيب لعل وعسى أن يطلب مني أن أدخل معه وفعلاً أشار علي وليته لم يُشر دخلت وأنا أقول : يارب خيب ظنَّ كل من حضر ... لكن ومن النظرة الأولى رأيت وجه أخي ... الحمد لله ..الحمد لله على كل حال ..
رأه أبي وإخوتي ثم توجهنا إلى المغسلة , ركبت مع أخي أنا طوال الطريق أقول سيتحرك لم يمت ... إلى أن وصلنا المغسلة .. دخلت أنا وأبي بكر للمساعدة في تغسيله ... وضعناه على منطقة الغسل ... فتحنا وجهه .. نزعنا ثوبه الأبيض ...سيتحرك .... غسلنا .. مسحناه ..قلبناه .. لم يتحرك ..... إنه ميت ... لا ربما غيبوبة .. دخل الناس يسلمون عليه الكثيرون دخلوا وقبلوا رأسه ... لم يتحرك ... جاء أناس وصلوا ليه وهو في المغسلة ... دخلت زوجته .. دخلت أمي .. أخواتي .. رأوه .. لكنه ليس معهم ... أخذناه إلى المسجد ... الوقت : صلاة العصر ... لا تقم الصلاة تأخر ساعة ساعتين .. لكن أرجوك قلبي يحرقني ونفسي تؤرقني ... لن أودعه ... صلينا العصر ماباله تعجَّل ... نادى بالصلاة على الرجل والطفل ... هل سنصلي على أنس لا ؟ لا أصدق ما يحصل .. لم أكن أبداً مستعداً لمثل هذا الموقف .. اتمنى من يقول لي استيقظ فأنت نائم .. لكن ؟؟!!!
التكبيرة الأولى .. التكبيرة الثانية ... الثالثة .. الرابعة .. أقسم أنني لا أدري ماذا قلت فيها ... لا زلت غير مصدقٍ لما يحصل .. سلَّم الإمام سلمنا ... وانطلقت مع أنس ومازلت أنظر إليه ولكن هذه المرة زاد البكاء ... الحمد لله ... وبداخلي أقول سيتحرك ...وصلنا إلى المقبرة وكأنها ثواني ... حملناه إلى القبر .. هنا تعال هنا ... هل سيضعونه بحق الآن في الحفرة ؟ .... دخل عمي إلى الحفرة ومعه أبي بكر نادوا أبي ليكون ثالثهم .. تأخر قالوا تعال ياعبد الرحمن نزلت وأنا غير مستوعب لما يحصل ... وجهه على القبلة ... فك الأربطة ... اطلع ياعبد الرحمن ... هاتوا اللبنات .. وأخذوا يقفلونها عليه .. يأبوبكر هذا أخوك الكبير كيف تضعه في الحفرة وتغلق عليه هكذا أهذا فعل الأخ بأخيه ؟ لا إله إلا الله ما بالي لم أصدق إلا الآن أنه قد مات ....


غطوا قبره بالتراب وقالوا : ادعوا له ... رفعت يدي بالدعاء .. يارب ارحمه .. يارب أمانتك فاحفظها ... يارب يارب ولا اعرف بماذا دعوت .. اختلط البكاء بالدعاء فلم أعرف ماذا قلت ... انفضَّ الناس عنه .. فرغت من الدعاء .. تراجعت .. هل سأذهب ؟ لا كيف أتركه لوحده ؟ ماذا بيدي أن أفعله يارب ؟ يارب ثبته .. يارب ثبته ... يارب ثبته ... مضيت وقلبي يقول لي أخوك بحاجتك فلا تتركه ...قالوا سنسلم على قبر جدتي ذهبت إلى قبر جدتي وقلبي عند قبر أخي ..إنه أخي .. وسيبقى أخي ...رجعنا إلى البيت وتأتي أيام العزاء ... كل من قال : عظَّم الله أجرك تذكرت وجهه ...الله يرحمه أقول : آآآآآآمين يارب ...........
رجعنا إلى جدة وأقام مراسم العزاء ومازلت عير مصدق بأنه مات ..... رجعت إلى العمل وأنا أقول : هل هذا حلم أم حقيقة ؟ مرت أكثر من عشرة أيام على الفاجعة ... وقلبي يحترق وأتمنى أن أكون في حلم .. لكن الحمد لله على أقداره ....
يارب تعلم أنني قد قلت بأنه صغير ومازال شباب فاغفر لي يالله زللي , اللهم من حبي لأخي لم أعرف ماذا أفعل وماذا أقول ؟ اللهم قد شهد والداي برضاهما عنه فارض عنه , اللهم قد مات وهو يسعف مريضاً فاكتبها شهادةً له , اللهم قد مات وبه جراح اللهم فاجعل كل جرحٍ جرحه كفارة لسيئاته واجعل كل قطرة دمٍ نزفها رفعة له في درجاته , اللهم إن نبيك قد قال إن الشوكة إذا أصابت المسلم له بها أجر الله فاكتب في جراحه وقطرات دمه الرفعة عندك يارب , اللهم لو كان ضيفاً عندنا لأكرمناه الله فقد قدم ضيفاً عندك فأكرمه , اللهم لا تحرمنا الإجتماع به في الفردوس الأعلى من الجنة ... آمين ... آمين ... آمين

يارب أستغفرك لأنني إلى الآن لم أصدق أنه مات .. فاغفر لي يالله فأنا ذو قلبٍ ضعيف لم يقوَ فراق أخاه الحبيب .


السبت، 24 أبريل 2010

يوم الفاجعة ... وفاة أخي أنس رحمه الله



في يوم الأحد 19/04/1431هـ الموافق 04/04/2010م وفي الساعة الواحدة وأربعون دقيقة تقريباً فُجع قلبي وقلب أهلي بحصول حادثٍ لأخي الكبير الغالي / أنس أحمد باشوية في الرياض أدى إلى وفاته 000الخبر إلى الآن كالكذبة التي لا تصدق اتصلنا بالرياض وتأكد الخبر ممن حضر لالالالالاإله إلا الله ... الحمد لله ...يارب .... , علم والدي بالخبر فانتفض واسترجع وثبت ثبات الجبال , أخبرت الوالدة بانه حصل له حادث بكت واستسلمت لبكائها فلم أجد بداً من إخبارها بأنه قد رحل إلى جوار ربه ليكون ألمها واحداً بدلاً من ألمين , وماهي إلا لحظات وكل من في الدار علم بالفاجعة ولا تسمع إلا البكاء والنحيب حتى الرجال لم يستطيعوا تحمل هذه اللحظات لااااااااإله إلا الله - يبدو كأننا في حلمٍ وليس حقيقة - وصل أبوبكر وانطلقنا معه أنا ومحمد وأمي وابي إلى المطار لنذهب إلى الرياض , ركبنا الطائرة ووصلنا الرياض وكأنها لحظات فكل ما في التفكير أن يكون ماقيل خطأ والخبر ليس بصادق , انطلقت مع ابن عمي عبد العزيز وأخي أبي بكر إلى الثلاجة لنرى أنس ونحن نسأل الله ألا يكون هو , وصلنا فمنعنا من رؤيته رجعنا إلى البيت ننتظر صباح اليوم الثاني لنرى الخبر معاينة وقفنا أمام الثلاجة إلى أن اكتملت أوراق التسليم بعد الظهر , سُلمت الأوراق لموظف الإستقبال وحينما أخذ الموظف بتدوين البيانات قام أحد الأطباء بأخذ الاسم والدخول للثلاجة أخذت أختلس النظر للطبيب لعل وعسى أن يطلب مني أن أدخل معه وفعلاً أشار علي وليته لم يُشر دخلت وأنا أقول : يارب خيب ظنَّ كل من حضر ... لكن ومن النظرة الأولى رأيت وجه أخي ... الحمد لله ॥ الحمد لله على كل حال
رأه أبي وإخوتي ثم توجهنا إلى المغسلة , ركبت مع أخي أنا طوال الطريق أقول سيتحرك لم يمت ... إلى أن وصلنا المغسلة ॥ دخلت أنا وأبي بكر للمساعدة في تغسيله ... وضعناه على منطقة الغسل ... فتحنا وجهه ॥ نزعنا ثوبه الأبيض ...سيتحرك .... غسلنا ॥ مسحناه ॥قلبناه .. لم يتحرك ..... إنه ميت ... لا ربما غيبوبة .. دخل الناس يسلمون عليه الكثيرون دخلوا وقبلوا رأسه ... لم يتحرك ... جاء أناس وصلوا ليه وهو في المغسلة ... دخلت زوجته .. دخلت أمي .. أخواتي .. رأوه .. لكنه ليس معهم ... أخذناه إلى المسجد ... الوقت : صلاة العصر ... لا تقم الصلاة تأخر ساعة ساعتين .. لكن أرجوك قلبي يحرقني ونفسي تؤرقني ... لن أودعه ... صلينا العصر ماباله تعجَّل ... نادى بالصلاة على الرجل والطفل ... هل سنصلي على أنس لا ؟ لا أصدق ما يحصل .. لم أكن أبداً مستعداً لمثل هذا الموقف .. اتمنى من يقول لي استيقظ فأنت نائم .. لكن ؟؟!!!
التكبيرة الأولى .. التكبيرة الثانية ... الثالثة .. الرابعة .. أقسم أنني لا أدري ماذا قلت فيها ... لا زلت غير مصدقٍ لما يحصل .. سلَّم الإمام سلمنا ... وانطلقت مع أنس ومازلت أنظر إليه ولكن هذه المرة زاد البكاء ... الحمد لله ... وبداخلي أقول سيتحرك ...وصلنا إلى المقبرة وكأنها ثواني ... حملناه إلى القبر .. هنا تعال هنا ... هل سيضعونه بحق الآن في الحفرة ؟ .... دخل عمي إلى الحفرة ومعه أبي بكر نادوا أبي ليكون ثالثهم .. تأخر قالوا تعال ياعبد الرحمن نزلت وأنا غير مستوعب لما يحصل ... وجهه على القبلة ... فك الأربطة ... اطلع ياعبد الرحمن ... هاتوا اللبنات .. وأخذوا يقفلونها عليه .. يأبوبكر هذا أخوك الكبير كيف تضعه في الحفرة وتغلق عليه هكذا أهذا فعل الأخ بأخيه ؟ لا إله إلا الله ما بالي لم أصدق إلا الآن أنه قد مات .... غطوا قبره بالتراب وقالوا : ادعوا له ... رفعت يدي بالدعاء .. يارب ارحمه .. يارب أمانتك فاحفظها ... يارب يارب ولا اعرف بماذا دعوت .. اختلط البكاء بالدعاء فلم أعرف ماذا قلت ... انفضَّ الناس عنه .. فرغت من الدعاء .. تراجعت .. هل سأذهب ؟ لا كيف أتركه لوحده ؟ ماذا بيدي أن أفعله يارب ؟ يارب ثبته .. يارب ثبته ... يارب ثبته ... مضيت وقلبي يقول لي أخوك بحاجتك فلا تتركه ...قالوا سنسلم على قبر جدتي ذهبت إلى قبر جدتي وقلبي عند قبر أخي ..إنه أخي .. وسيبقى أخي ...رجعنا إلى البيت وتأتي أيام العزاء ... كل من قال : عظَّم الله أجرك تذكرت وجهه ...الله يرحمه أقول : آآآآآآمين يارب ...........
رجعنا إلى جدة وأقام مراسم العزاء ومازلت عير مصدق بأنه مات ..... رجعت إلى العمل وأنا أقول : هل هذا حلم أم حقيقة ؟ مرت أكثر من عشرة أيام على الفاجعة ... وقلبي يحترق وأتمنى أن أكون في حلم .. لكن الحمد لله على أقداره ....
يارب تعلم أنني قد قلت بأنه صغير ومازال شباب فاغفر لي يالله زللي , اللهم من حبي لأخي لم أعرف ماذا أفعل وماذا أقول ؟ اللهم قد شهد والداي برضاهما عنه فارض عنه , اللهم قد مات وهو يسعف مريضاً فاكتبها شهادةً له , اللهم قد مات وبه جراح اللهم فاجعل كل جرحٍ جرحه كفارة لسيئاته واجعل كل قطرة دمٍ نزفها رفعة له في درجاته , اللهم إن نبيك قد قال إن الشوكة إذا أصابت المسلم له بها أجر الله فاكتب في جراحه وقطرات دمه الرفعة عندك يارب , اللهم لو كان ضيفاً عندنا لأكرمناه الله فقد قدم ضيفاً عندك فأكرمه , اللهم لا تحرمنا الإجتماع به في الفردوس الأعلى من الجنة ... آمين ... آمين ... آمين
يارب أستغفرك لأنني إلى الآن لم أصدق أنه مات .. فاغفر لي يالله فأنا ذو قلبٍ ضعيف لم يقوَ فراق أخاه الحبيب .