أرحب بكل من يطَّلع على مدونتي واتمنى ان يكون كل ما فيها مفيداً ونافعاً , وليعلم الكل انني بشر قد أخطأ فأحتاج إلى من يصوبني في أخطائي , فالإنسان بمن معه لا بما معه , فلا تحرموني تعليقاتكم وردودكم وتعقيباتكم وتعديلاتكم .... والشكر لكم

الاثنين، 31 مايو 2010

الحجة الافريقية


كثير منَّا رأى هذه الصورة على الطبيعة ؛ بل تكررت أمام عينيه مراراً وتكراراً . تدفع عربة الأطفال أمامها لكن لا تحمل صبياً بل تحمل العلب الفارغة والرغيف اليابس .... الصورة نفسها لكن الآراء حولها مختلفة
فمن قائل بأنها ظاهرة لا بدَّ من إنهاؤها ....
ومن قائل بأن أمثالها يشوهون جمال الحياة المدنية ...
ومن قائل بأنها من مخلفات الحج ...
وسأترك هذا المنظر وأنقلكم إلى بلجيكا حيث أنه في عام 2008 م تظاهرت جماعة من الجماعات المعارضة مطالبة بحقوق أبناء المقيمين بطريقة غير نظامية ليتمكنوا من الدراسة في المدارس الحكومية ؟؟؟!!!!! .... الخبر غريب لكن لندقق بأنهم قالوا مدارس ... لم يقولوا أكل وشرب ومعيشة بمعنى أن هذا متوفر وموجود لهم برغم غير نظاميتهم .
لن أطيل لكن أقول لمن يتكلمون من أبراجٍ عاجية ويتفاخرون بالمدنية تفهموا المدنية على أصولها لكي تتقنون الحديث عنها ... تركتم من يغرف من الذهب وليس له وتكلمتم عمَّن بيده قطعة خردل من كسب عيشه ....لوتكلمتم من باب الإنسانية لماكانت الإنسانية ما تقولون ... لو تكلمتم من باب المدنية لأرجعتكم المدنية إلى البادية لتتعلموا أصول المدنية ... ولو تكلمتم من باب الدين لوجدتم أنكم أبعد منه ما تكونون .... فكروا فيما تقولون .... فكروا فيما تكتبون ... واعلموا أن الحال لا يضمن بقاء فربَّ غني في ليلة أصبح فقيراً .

وإلى كل من يقرأ رسالتي هذه أقول : ما أحلى الحياة بأن نعيش حال كل من حولنا بحاله ... تأمل وأنت ترجع من عملك قد تفكر بالغداء .. العشاء ... أو بالنوم .... وترى نفس تلك الصورة لتلك المرأة .... والصورة تتكرر أكثر من مرة .. ألم تفكر هل هي جائعة ؟ هل بلغ منها التعب منتهاه ؟ أليس لها أولاد ؟ .... إذاً لماذا تعمل هذا العمل ؟ سنتفق على جواب واحد بأنها : مـــحــــتــــــاجـــــــة .......... فما أجمل بعد هذا التفكير أن تخرج من جيبك ولو قيمة الشاي الذي تشربه أو الشوكولاته التي تتذوقها دائماً وتعطي تلك المرأة قيمة ما تعودت على دفعه لأمورك الشخصية ... نادها وقل : يا أختي .. يا أمي ... لو سمحتي .. وانتبه من : هيه هيه فهي بشر يتأثر بالكلمات .. ومد يدك إليها بقدر ما استطعت وأعطها ...
واعلم أنك بفعلك هذا ستكفي حاجة تلك المرأة ... وستمنعها من سؤال الناس .... باختصار هذه من تستحق أن نعطيها أكثر من أي سائل آخر .. فالسائلون ( أو المتسولون حسب رأي آخرين ) لا تعرف صادقهم من كاذبهم ولي كلام عنهم في الكتابات القادمة .

ليست هناك تعليقات: