أرحب بكل من يطَّلع على مدونتي واتمنى ان يكون كل ما فيها مفيداً ونافعاً , وليعلم الكل انني بشر قد أخطأ فأحتاج إلى من يصوبني في أخطائي , فالإنسان بمن معه لا بما معه , فلا تحرموني تعليقاتكم وردودكم وتعقيباتكم وتعديلاتكم .... والشكر لكم

الأحد، 5 ديسمبر 2010

وداعاً ياعام 1431 هـ



آخر يوم فيك ياعام ... لا أدري أودعك بفرحة أم حزن ؟ فقد طويت في صفحاتك مشاعر مبعثرة ولحظات متنوعة ...


استقبلتك برحلة العمر إلى كينيا الرحلة التي لن أنساها وسأكررها بإذن الله في ضيافة آل حسان فبدايتك جعلتك أروع عامٍ لدي ... عرفتني على الحياة البسيطة المتواضعة والنفوس الطيبة المتفائلة والحياة على جمال الطبيعة بطبيعة الإنسان فلك مني كل امتنان على هذه البداية .


في طياتك مررت بعشرات التجارب ومئات المواقف .... فأضحكتني لحظات وأبكيتني لحظات ... أسعدتني لحظات وأحزنتني أخرى ... جعلتني مزيجاً من المشاعر وخليطاً من الأفكار ... غيَّرت فيك الكثير من الأطباع التي كانت تشوبني ولا أدري هل شوبتني ببعض الخصال التي لا أريدها فلا أستطيع أن أكون مرآة نفسي في هذا الأمر لكنني أشكرك على التغيير ...


فيك هذا العام مرت مواقف جعلتني أزيد قرباً من ربي بعد أن جفيت عن ربي في سنين ماضية لجهلٍ مني وتقصير ... أحسست بأنني ملكت العالم بهذا القرب الذي أتمنى أن يزيد أكثر وأكثر ... فيك هذا العام أصبحت قوة قلبي بربي أقوى .. فقد كان هاجس المال ومن أين آتي به والخوف على عملي من أن يضيع مني أمرٌ يشغلني كثيراً لكنك في هذا العام جعلتني في إيمانٍ أقوى بأن رزقي قد كُتب قبل أن أعيشك ياعام .. فلن أخاف .. لن أتردد .. بل سيكون نظري إلى السماء لأن السماء ستمطر مادمت أطلب خالقها لا مخلوقها .


فيك ياعام كسبت أصدقاء وإخوان جدد عزُّوا علي بمواقفهم وبوقوفهم جانبي في الكثير من الأوقات ... وفيك أيضاً نبهتني لأناسٍ كان يبتسمون لي بوجوههم وفي أيديهم خناجر ينتظرون مني أن أدير لهم ظهري وبعضهم قد أدرت لهم ظهري لكنني معك عرفتهم فمنهم من ابتعدت عنه بصمت ومنهم من واجهته ومنهم من أريد أن أقاطعه بتاتاً لكن قلبي لا يطاوعني إلى الآن فلا أدري ماذا سيحصل لي مع أخوك العام الجديد وكل شيءٍ مقدور .


فيك ياعام زاد تمسكي بإخواني وأهلي جميعاً .. بعد أن كانت الدنيا في شدٍ وجذب معهم لا لشيءٍ في النفس بل لمشاغل الدنيا ومازلت في انقطاعٍ مع بعضهم ولكن سيكتمل بنيان اللقاء معهم في عامي الجديد بإذن الله تعالى .


فيك ياعام تغيرت نظرتي لأمور كثيرة ... قد أختلف مع بعضي فيها لكن كلٌ له طبعه وأنا أراها الآن صحيحة لكن لا علم لي ماذا سيتغير منها مع إخوانك القادمين ياعام ... لقد كانت لي أولويات قبلك ياعام هي الآن متغيرة معك لكنني أبصرت أنها أولوياتي صارت للأحسن وإن الأحسن بإذن الله .


فيك ياعام مازالت هناك بعض الأمور التي لم أستطع تغييرها في نفسي هي سيئة حسبما أراها بل عند أكثر من يراها لكن لا يعلمها إلا ربي ... كم حاولت في طيات أيامك أن أغيرها لكنني لم أستطع تغييرها لكن لن أقول ( لن أستطيع ) بل مع الأيام سأغيرها رغماً عنها وعن نفسي وسيثبت لك ذلك إخوانك  القادمين .


فيك ياعام كنت أصبح على أناس كنت أرى فيهم نور الصباح ... وأسمع منهم تغريد العصافير ... وأشم من كلماتهم عبير النسيم ... لكن شاءت الأيام أن أبعد عنهم بجسدي لكنهم قد حفروا أساميهم في قلبي فلن يغير بعدنا شيئاً لأن تواصل القلوب باقٍ متجدد في دماءنا .


فيك ياعام طرت بي إلى سماء ممباسا ... عرفتني بآل حسان ... أنارت بيت الباشوية بتول بنت عثمان ... تمت فرحة الباشوية لأحمد وأخته ... بدأ محمد وأحمد وفارس وحنين أول سنةٍ دراسية لهم ... منحتي الكثير من الحظات السعيدة التي كان بهجةً للقلب ... 
لكن بهجة قلبي قد غطاها جرحٌ في قلبي قد أصابه أحد أبناءك ....نعم إنه يوم الأحد التاسع عشر من ربيع الثاني ففي ظهيرته قد فقدت أخي الكبير الغالي على قلبي أنس رحمة الله عليه ... آآآآآآآآآآآآه ياعام لقد أحسست بأنك عام الحزن ... نسيت أفراحك كلها ... نسيت ضحكاتك كلها ...  واعذرني فما أصابني ليس بالسهل على قلبي ... لقد أصبحت كل حلاوةٍ فيك بعد فقده فيها مرارةٌ غريبة كنت أقول مع الأيام ستزول هذه المرارة لكنك في نهايتك أثرت المواجع وآلمت القلب لقد أخذته معك ... نعم غداً لن تكون معي وهو كذلك ليس معنا الآن ... لذا سأقول لك ياعام 1431 هـ ستذهب ياعام ولكن أبقيت في قلوبنا ذكرى حزينة منك لن ننساها ... سنذكرك بحزن لأننا فقدنا فيك جزءاً من جسدنا فاذهب لقد أتعبت قلوبنا ...

ليست هناك تعليقات: