أرحب بكل من يطَّلع على مدونتي واتمنى ان يكون كل ما فيها مفيداً ونافعاً , وليعلم الكل انني بشر قد أخطأ فأحتاج إلى من يصوبني في أخطائي , فالإنسان بمن معه لا بما معه , فلا تحرموني تعليقاتكم وردودكم وتعقيباتكم وتعديلاتكم .... والشكر لكم

السبت، 9 يناير 2021

سؤال الإذاعة

كنت اسمع الراديو بعد صلاة الجمعة وكان سؤال المذيع يقول : ماهي الآية التي تحرك فيك الكوامن والمشاعر؟ لك الحق أن تجيب عن هذا بنفسك لكن في كتابتي هذه سأسترجع قصتي ومنها الآية التي تحرك فيني الكوامن.

في شهر نوفمبر لعام ٢٠١٧ م اتخذت قراري بأن أُخرج عائلتي من السعودية إلى اليمن وذلك لضغط قرارات الرسوم التي لن أستطيع الالتزام بها بحسب ما كنت أراه من أوضاع وأمور وقتها.

صحيح أن كل من حولي رفض الفكرة واستغربها ولكن كانت موافقة عائلتي على أن يكونوا معي في السراء والضراء جميلاً منهم لن أنساه ولن أوفيه ماحييت. 

كيف لا وقد اختاروا رأيي على البقاء في مكان حياتهم وولادتهم الذي ألفوه واختاروا المكان الجديد عليه بعد هذه السنين، اختاروا رأيي بمعاناة المكان الذي سيرحلون وينتقلون إليه على الراحة والسعة الذي كانوا فيها، اختاروا رأيي على آراء أحبابهم الذين من حولهم بالرغم من أنهم لم يريدوا بُعدهم. 

اتفقت مع زميل لي أن ينطلق كل واحد منا بسيارته على أن نكون في الطريق سويةً لكنه تقدم قبلي وتعجل وأنا انطلقت بعد الفجر وعلى بركة الله بدأ المشوار. 

كانت الرحلة ممتعة إلى أن وصلنا للمنفذ وتختيم الجوازات حينها غلبتني مشاعر خوف وحزن وغضب، فخوفٌ عليهم من مجهول أمامهم، وحزنٍ على أنهم طوال سنين حياتهم عاشوا في كنف هذه البلد وأُجبروا على مغادرتها، وغضبٌ من قرارات جعلتني في هذا الموقف الصعب. 

بعد عبوري من المنفذين السعودي واليمني وإنهاء كافة الإجراءات اللازمة أخذت أقود السيارة وليس لي رغبة في الحديث مع أحد ( كنت اوزع ابتساماتي وأتظاهر بصداعٍ في رأسي لكي لا يشعروا بما بداخلي) إلى أن جائني اتصالٌ من أخي في جدة ليقول لي : ( زميلي الذي اتفقنا أن نسير سويةً بسياراتنا في الطريق حصل له حادث في شرورة... ماتت زوجته وهو وابنه في المستشفى) 

لا إله إلا الله... إنه درس لي بأنني في خيرٍ مقابل أمورٍ أخرى لا أعلمها فلك الحمد يا الله على سلامة عائلتي. 

وصلنا وانقضت الأيام وقربت أيام رجوعي للسعودية وبداخلي الكثير من الأفكار والهموم والخوف عليهم فكيف سأتركهم وأعود، كنت أدعو ربي بدعوات أن يربط على قلبي وان يعينني على بُعدهم وان يحفظهم ويحميهم من مجهولٍ لا أعرفه. 

وأنا أدعو تذكرت قول إبراهيم عليه السلام في كتاب الله الكريم :  ﴿رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ﴾ وتذكرت مشاعر نبي الله إبراهيم عليه السلام وفراقه لزوجته وابنه فقلت : ربِ إني أنزلت أهلي منزلاً لا أعلمه وأنت تعلمه ياربِ كما يسرت لزوجة إبراهيم وابنه الرزق والناس فيسرها على أهلي واحفظهم واحمهم، يارب تركهم إبراهيم في وادي ورجع إليهم والناس من حولهم وزمزم يفيض عليهم بخيره فيارب هيء لهم من يعينهم ممن حولهم واجعل البركة تفيض عليهم يا الله، اللهم إنهم عندك وانا أستودعك إياهم يا الله. 

أحمد ربي بعدها على أمورٍ كثيرة يعلمها من حولي وإذا جاءت هذه الآية فإنها تُعيدني إلى هذه الذكرى وتعلمني أن من اوكلها على الله فلن يُضيعه الله. 


ليست هناك تعليقات: