أرحب بكل من يطَّلع على مدونتي واتمنى ان يكون كل ما فيها مفيداً ونافعاً , وليعلم الكل انني بشر قد أخطأ فأحتاج إلى من يصوبني في أخطائي , فالإنسان بمن معه لا بما معه , فلا تحرموني تعليقاتكم وردودكم وتعقيباتكم وتعديلاتكم .... والشكر لكم

الخميس، 17 أكتوبر 2019

رسالة قد لا تصل

عندما أتذكر بعض لحظات انفعالي مع زوجتي لإثبات أن وجهة نظري صائبة ولكن ليس بالنقاش بل بالصوت العالي أتذكر حينها كيف كنت أسير بنظامٍ فرعوني دستوره ما أريكم إلا ما أرى ، بل قد يشتد النقاش ولا أجد بُداً من استخدام أسلوب الضرب حينما أجد أن صوتي العالي لم يجدي نفعاً فالضرب والقمع وسيلةٌ ناجحة لكي تصمت من أمامي وتوافقني الرأي وإن لم تقتنع .
أتذكر هذه اللحظات ليس من باب المفاخرة برجولتي بل أجدُّ أنني كنت حينها ذكراً ولست برجل فالرجولة بالحكمة لا بالطيش ، إنني أجد في قلبي الحزن والندم على لحظات لم أسر فيها مع شريكة حياتي يداً بيد بل كنت أجرُّها جرّاً برغم أن أغلب هذه الأمور كان من الممكن أن أظهر فيها رجولتي بحكمتي وتعقلي .
عمر ابن الخطاب كان ذكر اسمه يرعب الرجال من هيبته  ومع ذلك اذا زادت حدة النقاش بينه وبين امرأته خرج من بيته لتهدأ نار الخلاف فيما بينهما ، وقبله رسولنا صلى الله عليه وسلم تُسقط زوجته الصحن من يده فتكسره فيضع في حساباته أنها غيرة فلا يعاتب ولا يُخاصم .
بصراحة كثير من مواقفي التي قمت بها أثناء نقاشاتي الحادة مع زوجتي أعترف بأنه لو عادت ساعة الزمن بي لوقتها لكنت قد غيّرت من تصرفي وقتها وجعلت للحكمة النصيب الأكبر في التحكم ، لكننا بشر تغلبنا الانفعالات ، ورجال نحب السيطرة ، فتطيش موازيننا .
ولكن من مبدأ البشرية والرجولة التي بداخلي أقدَّم اعتذاري لزوجتي على انفعالاتي الطائشة التي جعلتني في بعض أيامي متعدياً على حقوقها ، وها أنا أرسلها لها على الخاص والعام  لتقبل اعتذاري فإن قرأتي ماكتبت فأنتظر تعليقكي وإن لم أجد رداً فحينها سأفهم أنكِ لم تقرأي هذه الرسالة الطويلة ظناً منكِ أنها موعظة عامة أو درس تربوي وليس برسالة خاصة موجهة لكِ .

ليست هناك تعليقات: