أرحب بكل من يطَّلع على مدونتي واتمنى ان يكون كل ما فيها مفيداً ونافعاً , وليعلم الكل انني بشر قد أخطأ فأحتاج إلى من يصوبني في أخطائي , فالإنسان بمن معه لا بما معه , فلا تحرموني تعليقاتكم وردودكم وتعقيباتكم وتعديلاتكم .... والشكر لكم

الجمعة، 4 مايو 2018

شكوى ثلاثيني

أكتب هذه الكلمات وأنا في الثلاثينات من عمري وفي مقر إقامتي حيث الوحدة القاتلة والأفكار المنهكة .
أكتب كلماتي وأنا أفكر بأن غيري في مثل عمري في راحة بال أكثر بكثير مما أنا فيه ، وليس من يقاربني العمر فقط بل إن كثيراً ممن وصلوا الأربعين أو الخمسين في راحة بال أفضل مما أنا فيه .
وكلامي هذا ليس شكوى لحالتي أو اعتراضاً على أقداري ، لا أبداً فأغلب ما تلقاه في يومك مماصنعته بأمسك والحوادث والأقدار تحصل لكل واحدٍ منا ولابدَّ أن يقتنع بذلك ويتقبلها بسعة (أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) .
إنما كلامي وبوحي اليوم من ضيقة تعتريني من كثرة المسئوليات التي أثقلت بها وقوة ضغطها في هذه الفترة علي ، ومع كثرتها وضغطها يأتيك من كدر أخطاء الأبناء ما يزيدك ضغطاً فوق ما بك , ويكمل وجعك حين تجد أن من يشاركك هذه الضغوط قد إتكأ على أعذار واهية ومصالح شخصية تاركاً ثقل هذه المسئوليات عليك .
حينها تزفر آهاتك من تعبك وتترنح في أفكارك وتسرح بذاكرتك لتتأمل من هم في مثل عمرك وكيف أحوالهم .
أقسم أنني في حياتي أجد أنني أفضل بهمومي وضغوطي من أن اكون شخصاً بلا مسئولية ، وأن أكون في نفعي لكل من حولي على أن أقتصر نفعي على نفسي وواحداً أو اثنين بعدي .
إنني أرى أن حياتي فيها من الهموم ما جعل الشيب يتسابق على رأسي ، وفيها من الكد ما جعل النوم يسألني رحمتي ، وفيها من البعد ما قد تجيب عنه دموعي علي وسادتي ، لكن هذا والله في سبيل ماأرتجيه يهون ويصبح وكأنه ألم وخز إبرة في لحظتها ويذهب ,
لكنني حين أجد بعض من يشاركني القيادة يتقاعس عن دوره أو يتعامى عن الخلل الموجود ولا يصلحه بحجة أنه حاول ولم يفلح أو أن غيره متقاعس أو أنه لا يرى أن هناك خلل ؛  في هذه اللحظة يطرق الهم علي الباب وقد أحضر معه التعب والإحباط والغم والحزن وأكون مضطراً لضيافتهم إلى حين ما أنتهي من كتابة خاطرتي لينصرفوا لكي أنام وأصحو على يومٍ أفضل بعيد عن الكدرة مليء بالحيوية .

ليست هناك تعليقات: