أرحب بكل من يطَّلع على مدونتي واتمنى ان يكون كل ما فيها مفيداً ونافعاً , وليعلم الكل انني بشر قد أخطأ فأحتاج إلى من يصوبني في أخطائي , فالإنسان بمن معه لا بما معه , فلا تحرموني تعليقاتكم وردودكم وتعقيباتكم وتعديلاتكم .... والشكر لكم

السبت، 19 مايو 2018

رسالة من أب


أعمل صباحا ومساءا لأجلكم ..
و أقومُ بأعمال كثيرة وأتحمل مشاقها لكي تنعموا بالأكل و النوّم وراحة البال
حتّى لباسكم وتعليمكم وسكنكم  أريده أن يكون أفضل شيء
تريدونَـني دائماً مبتسِماً، نشيطاً ، بمزاجٍ عالٍ!!
أصحو كـل يوم من الصباح لأوفر أسباب المعيشة الحسنة لكم..
أقاوم تعب جسدي وآلام قلبي وانطلق في نطاق عملي لأن أي تأخير مني سيجعل أمور أخرى تتأخر عليكم ..
أتحمل بعض الأسلوب الغير لائق من البعض وأتجاهل بعض الكلمات التي تجرح لأجلكم

أحاول أن أوفر لكم كلَّ وسائل الرّاحة والتّرفيه، لتنعموا في أيام دراستكم وأيام عطلكم
وبخصوص العطلة فأنا طوال السّنة أصحو باكراً دون أيّ عُطل أو إجازات!!
 وفوق ذاك تريدونني دائم الابتسامة .. !!

أواجه ضغوطا في عملي فوق طاقتي فيظهر ذلك على وجهي ..
فتغضبون مني وتستنكرون عدم ابتسامَتي ..!


تتضايقون لأُمورٍ تحدثُ لكم، وتنْزَعجون، وتتوترون وتحْزنون،
ولكن بالنسْبَة لي أَنا تريدونَني أن أوجه مشاعري كما تشاؤون وترغبون !!  وكأنني عديم الإحساس ومتلبد الشعور

لا أنكر انني والدكم الذي سخّرني الله لَكُمْ ..
ولكن تذكروا أني بَشرٌ مثلكُم أمُرُّ بنَفس أطوارِكمْ وحالاتِكُم البشرية والإنسانية

فاعذروني يا أولادي❤️❤️

الاثنين، 14 مايو 2018

انتظار مختلف

بقي على رمضان يومين أو ثلاثة ، ودخول رمضان مما لا شك فيه خير وبركة بل ومنة من الله على من أدركه ؛ لكن في خاطرتي هذه مشاعر مبعثرة أحببت أن أبوح بها .
في أول يوم من الرمضانات السابقة وقبل الافطار كنت أذكر أخي أنس -رحمه الله- وكيف أنه كان بيننا وصار إلى جوار رب كريم سيكون أكرم منا عليه لكن الحزن والألم يتمكن من القلب حزنا على فراق أخي الغالي _رحمه الله-
ويبدو أن رمضان هذا سيكون فيه الألم والوجع مضاعفا ؛ فها قد أقبل رمضان وقد اختلف الوضع معي أصعب من قبل  ، فعبارة رمضان يجمعنا التي تعرفها أسرتي لن نستطيع أن ننطق بها في رمضاننا هذا ، فقد ابتعدت المسافات فيما بيني وبينهم وأصبح الحال غير الحال والحمد لله .
سأصوم في رمضان مثل كل المسلمين لكنني سأزيد على صوم بطني عن الطعام صوم آخر .... سأصوم عن رؤية أبنائي أمام عيناي ... سأصوم عن تقبيل طفلي وطفلتي .. سأصوم عن ملاعبتهم وضمهم .
وسأفطر عند المغرب في كل يوم وأرفع تمرتي إلى فمي عند سماعي للأذان وانا أنظر إلى يوم فطري بجوارهم وأقول يارب اجمعني بهم .
سيكون رمضاني مختلفا جدا هذه السنة ، ممزوجا بروحانيته وتعب روحي ببعدي عن نبض قلبي
لكنني ساجعل عيدي قبل عيد الفطر بجمعتي بهم بإذن الله ، وهذا ما يجعلني في صبري وتماسكي في لحظات شوقي وحنيني لهم .
وهي مرحلة وستنتهي بإذن الله بلا عودة حين أعود بينهم بلا بعد جديد وما ذلك على الله ببعيد .

الجمعة، 4 مايو 2018

شكوى ثلاثيني

أكتب هذه الكلمات وأنا في الثلاثينات من عمري وفي مقر إقامتي حيث الوحدة القاتلة والأفكار المنهكة .
أكتب كلماتي وأنا أفكر بأن غيري في مثل عمري في راحة بال أكثر بكثير مما أنا فيه ، وليس من يقاربني العمر فقط بل إن كثيراً ممن وصلوا الأربعين أو الخمسين في راحة بال أفضل مما أنا فيه .
وكلامي هذا ليس شكوى لحالتي أو اعتراضاً على أقداري ، لا أبداً فأغلب ما تلقاه في يومك مماصنعته بأمسك والحوادث والأقدار تحصل لكل واحدٍ منا ولابدَّ أن يقتنع بذلك ويتقبلها بسعة (أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) .
إنما كلامي وبوحي اليوم من ضيقة تعتريني من كثرة المسئوليات التي أثقلت بها وقوة ضغطها في هذه الفترة علي ، ومع كثرتها وضغطها يأتيك من كدر أخطاء الأبناء ما يزيدك ضغطاً فوق ما بك , ويكمل وجعك حين تجد أن من يشاركك هذه الضغوط قد إتكأ على أعذار واهية ومصالح شخصية تاركاً ثقل هذه المسئوليات عليك .
حينها تزفر آهاتك من تعبك وتترنح في أفكارك وتسرح بذاكرتك لتتأمل من هم في مثل عمرك وكيف أحوالهم .
أقسم أنني في حياتي أجد أنني أفضل بهمومي وضغوطي من أن اكون شخصاً بلا مسئولية ، وأن أكون في نفعي لكل من حولي على أن أقتصر نفعي على نفسي وواحداً أو اثنين بعدي .
إنني أرى أن حياتي فيها من الهموم ما جعل الشيب يتسابق على رأسي ، وفيها من الكد ما جعل النوم يسألني رحمتي ، وفيها من البعد ما قد تجيب عنه دموعي علي وسادتي ، لكن هذا والله في سبيل ماأرتجيه يهون ويصبح وكأنه ألم وخز إبرة في لحظتها ويذهب ,
لكنني حين أجد بعض من يشاركني القيادة يتقاعس عن دوره أو يتعامى عن الخلل الموجود ولا يصلحه بحجة أنه حاول ولم يفلح أو أن غيره متقاعس أو أنه لا يرى أن هناك خلل ؛  في هذه اللحظة يطرق الهم علي الباب وقد أحضر معه التعب والإحباط والغم والحزن وأكون مضطراً لضيافتهم إلى حين ما أنتهي من كتابة خاطرتي لينصرفوا لكي أنام وأصحو على يومٍ أفضل بعيد عن الكدرة مليء بالحيوية .